رأس المال البشري وأثره في تطوير المؤسسة

ما هو رأس المال البشري؟

رأس المال البشري هو أصل أو جودة غير ملموسة غير مدرجة في الميزانية العمومية للشركة، ويمكن تصنيفها على أنها القيمة الاقتصادية لتجربة ومهارات العامل، ويتضمن ذلك أصولًا مثل التعليم والتدريب والذكاء والمهارات والصحة، والأشياء الأخرى التي يقدرها أصحاب العمل مثل الولاء والالتزام بالمواعيد.

تاريخ موجز لرأس المال البشري

يمكن إرجاع فكرة رأس المال البشري إلى القرن الثامن عشر، حيث أشار آدم سميث إلى المفهوم في كتابه “التحقيق في طبيعة وأسباب ثروة الأمم”، الذي استكشف فيه الثروة والمعرفة والتدريب والمواهب والخبرات للأمة. يشير آدمز إلى أن تحسين رأس المال البشري من خلال التدريب والتعليم يؤدي إلى مؤسسة أكثر ربحية، مما يضيف إلى الثروة الجماعية للمجتمع، ووفقًا لسميث، هذا يجعله فوزًا للجميع.

في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح لوصف العمالة المطلوبة لإنتاج السلع المصنعة، ولكن تم استخدام النظرية الحديثة من قبل العديد من الاقتصاديين المختلفين، بما في ذلك غاري بيكر وتيودور شولتز، الذين اخترعوا مصطلح رأس المال البشري في الستينيات ليعكسوا قيمة القدرات البشرية.

نظرة شولتز لرأس المال البشري

يعتقد شولتز أن رأس مال البشري يشبه أي شكل آخر من أشكال رأس المال لتحسين جودة ومستوى الإنتاج، وهذا يتطلب الاستثمار في التعليم والتدريب والمزايا المعززة لموظفي المؤسسة.

نظرة لريتشارد فريمان لرأس المال البشري

لكن لا يتفق جميع الاقتصاديين، فوفقًا لريتشارد فريمان، الخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد، فإن المصطلح كان إشارة إلى الموهبة والقدرة، من أجل أن تصبح الأعمال التجارية منتجة حقًا، قال إنه يحتاج إلى تدريب وتحفيز موظفيها بالإضافة إلى الاستثمار في المعدات الرأسمالية، وكان استنتاجه أنه لم يكن عاملا إنتاجيا.

مفهوم رأس المال البشري

يدرك مفهوم رأس المال البشري أن العمالة ليست كلها متساوية، ولكن يمكن لأصحاب العمل تحسين جودة رأس المال هذا من خلال الاستثمار في الموظفين، فالتعليم والخبرة والقدرات لدى جميع الموظفين لها قيمة اقتصادية لأصحاب العمل والاقتصاد ككل.

رأس المال البشري مهم لأنه يُرى زيادة الإنتاجية وبالتالي الربحية، لذلك كلما استثمرت الشركة في موظفيها (أي في تعليمهم وتدريبهم)، كلما كان ذلك أكثر إنتاجية وربحية.

فهم رأس المال البشري

غالبًا ما يقال أن المنظمة تكون جيدة مثل أفرادها، فيعد المديرون والموظفون والقادة الذين يشكلون رؤوس المال البشري للمؤسسة عاملاً حاسماً في نجاحها.

تتم إدارة رؤوس المال البشري عادةً بواسطة قسم الموارد البشرية في المنظمة، ويشرف هذا القسم على اكتساب القوى العاملة وإدارتها وتحسينها، وتشمل التوجيهات الأخرى تخطيط القوى العاملة واستراتيجيتها، والتوظيف، وتدريب الموظفين وتطويرهم، وإعداد التقارير والتحليلات.

تميل رؤوس المال البشري إلى الهجرة، خاصة في الاقتصادات العالمية، لهذا السبب غالباً ما يكون هناك تحول من الأماكن النامية أو المناطق الريفية إلى المناطق الأكثر تطوراً والمناطق الحضرية، أطلق بعض الاقتصاديين على هذا استنزاف العقول، أو هجرة الأدمغة.

حساب رأس المال البشري

نظرًا لأنه يعتمد على استثمار مهارات الموظفين ومعرفتهم من خلال التعليم، يمكن حساب هذه الاستثمارات بسهولة. يمكن لمديري الموارد البشرية حساب إجمالي الأرباح قبل وبعد إجراء أي استثمارات. يمكن حساب أي عائد على الاستثمار (ROI) من رؤوس المال البشري عن طريق قسمة إجمالي أرباح الشركة على إجمالي استثماراتها في رؤوس المال البشري.

رأس المال البشري والنمو الاقتصادي

هناك علاقة قوية بين رأس مال البشري والنمو الاقتصادي، لأن الناس يتمتعون بمجموعة متنوعة من المهارات والمعرفة ، لذا فإنه يمكن أن يساعد بالتأكيد في تعزيز الاقتصاد، ويمكن قياس هذه العلاقة بحجم الاستثمار في تعليم الناس.

تدرك بعض الحكومات أن هذه العلاقة بين رؤوس المال البشري والاقتصاد موجودة، وبالتالي فهي توفر التعليم العالي بتكلفة قليلة أو بدون تكلفة، والأشخاص الذين يشاركون في العمل الحاصلين على تعليم عالٍ، غالباً ما يحصلون على رواتب أكبر، مما يعني أنهم سيكونون قادرين على إنفاق المزيد من الطاقة من أجل العمل.

هل ينخفض ​​رأس المال البشري؟

إن مردود الموظف ليس محصنًا من الاستهلاك، فغالبًا ما يتم قياس هذا في الأجور أو القدرة على البقاء في سوق العمل، وتتمثل أكثر الطرق شيوعًا في انخفاض آدائه أثناء البطالة أو الإصابة أو التدهور العقلي أو عدم القدرة على مواكبة الابتكار.

النظر في الموظف الذي لديه مهارة متخصصة، إذا مر بفترة طويلة من البطالة، فقد يكون غير قادر على الحفاظ على هذه المستويات من التخصص، ذلك لأن مهاراته ربما لم تعد مطلوبة عندما يعود إلى العمل. وبالمثل، فإن مردود شخص ما قد ينخفض ​​إذا لم يستطع أو لا يعتمد تقنية أو تقنيات جديدة لمواكبة العمل وتطوره.